تعتبر معالجة الأسنان المجهرية أمر في غاية الأهمية؛ حيث يمكن من خلاله إنقاذ الأسنان التي يصاب فيها العصب إصابة غير كاملة سواء كانت هذه الإصابة ناتجة بسبب حدوث عدوى أو بسبب حدوث تسوس في الأسنان أدى إلى انتشاره إلى العصب وجعله يلتهب، وأيضا يمكن من خلال معالجة الأسنان المجهرية إعادة الحياة إلى الأسنان التي مات فيها العصب بصورة كاملة وإعادة حيوية العظام المحيطة بهذا العصب.
جذور الأسنان
جذر الأسنان هو عبارة عن الجزء الغير ظاهر في الفم بل هو الجزء المدفون في عظام الفك السفلي والفك العلوي للفم، ويختلف عدد الجذور باختلاف الأسنان حيث تتميز الأسنان الأمامية (القواطع) بوجود جذر واحد أما الضروس فلها جذرين والبعض له ثلاث جذور.
تحتوي هذه الجذور على قنوات في غاية الدقة وتكون رقيقة جداً وتحتوي هذه القنوات على اللب الخاص بالأسنان، ويتكون هذا اللب من مجموعة من الأنسجة الضامة والأوعية الدموية التي تعمل على توصيل الدم وجميع أنواع المغذيات إلى الأسنان كما يساعد في نمو الأسنان بطريقة صحيحة وسليمة، و يحتوي على بعض الألياف العصبية التي تتصل بالمخ.[3]
أعراض التهابات الجذور
يعتبر ألم الأسنان من أصعب الآلام التي يشعر بها الإنسان طوال حياته، ويرجع السبب في ذلك لأن الأعصاب الخاصة بالأسنان متصلة بخلايا المخ، وهذا ما يجعل ألم الأسنان أشد أنواع الآلام التي يشعر بها الإنسان.
تعتبر الأعراض التي تشير إلى وجود التهابات في الجذور وضرورة علاج هذه الجذور مختلفة من شخص لآخر حسب قدر البكتيريا المتواجد والأجزاء المصابة؛ حيث يشعر بعض المصابين بألم شديد عند مضغ الطعام أياً كان نوع هذا الطعام خاصة إذا كان هذا الطعام يحتوي على كمية من السكر.
ويشعر البعض الآخر ببعض الحساسية وألم شديد عن تناول المشروبات الساخنة أو المشروبات الباردة، يشعر نوع آخر من المصابين بوجود تورم في اللثة ووجود ما يشبه بالحباية على اللثة.
كل هذه الأعراض تشير إلى أن هناك خلل في قنوات الجذور الخاصة بالأسنان التي تحتوي على اللب وقد يكون هذا الخلل ناتج بسبب عدوى أو التهابات بسبب حدوث تسوس في الأسنان، ويجب معالجة هذا الأمر سريعاً حتى لا يتزايد الألم ويتزايد قدر البكتريا الموجود بها.
بالإضافة إلى أن الأمر لا يكون متوقف فقط على الألم بل يتزايد الأمر ويؤدي إلى إصابة المزيد من الأسنان وتدمير الفم بصورة كاملة وإصابة أماكن أخرى في الجسم؛ حيث قامت بعض الدراسات بإثبات وجود علاقة بين حدوث النوبات القلبية ووجود بكتيريا في الفم.
لذا يجب الذهاب إلى الطبيب وعمل قنوات الجذور وتنظيفها من أى بكتيريا موجودة بها حتى يمكن إغلاقها والتحكم في العدوى وانتشارها.[2]
خطوات معالجة اللب التالف
عند الشعور بآلام ويشتبه بأنها التهاب في الجذور، يجب الذهاب إلى الطبيب حتى يقوم بمعالجة هذا الجزء ومنع انتشار البكتيريا، وغالبا ما يتم معالجة الجذور خلال موعد واحد مع الطبيب أو عدة مواعيد على حسب الحالة، وتكون الخطوات كالتالي:
يتم إزالة اللب المصاب أو التالف.
بعد ذلك يقوم الطبيب بتشكيل نظام لقناة الجذر بصورة كاملة.
بعد ذلك يتم تنظيف وتطهير قناة الجذر كاملة.
عمل حشو وغلق لقناة الجذر.
بعد ذلك يتم وضع حشو بصورة مباشرة على الجذر مثل حشو الكومبوزيت، أو وضع ما يسمى بطربوش الأسنان(crown).
يجب أن يكون الطبيب منتبه أثناء إجراء حشو الجذور حيث تحدث الكثير من الحوادث مثل كسر بعض الأدوات، أو إيقاع قدر كبير من المطهر هيبوكلوريد الصوديوم الذي يؤدي إلى حدوث التهابات شديدة في الأنسجة، ويجب أن يتأكد الطبيب من إزالة جميع البكتيريا الموجودة في الجذور لأنه إذا تم ترك أى أجزاء من البكتيريا حتى ولو جزء صغير جدا فإن هذا يؤدي إلى انتشار البكتيريا مرة أخرى ويحدث تغير في لون الأسنان المصابة.
الميكروسكوب لـ معالجة الأسنان المجهرية
يعتبر استخدام الميكروسكوب في مجال معالجة الأسنان المجهرية من أحد التطورات التي حدثت في هذا المجال وذلك لأنه يعمل على توفير تكبير كامل بصورة وجودة فائقة لمكان القنوات الدقيق جدا الموجود في الجذر، حيث يسهل مكان تحديد الإصابة والمناطق المصابة بالتهابات وغيرها.
حيث لا يكون لجميع الأسنان جذر واحد ولكن يوجد مجموعة من الأسنان لها أكثر من جذر وبالتالي فإن استخدام المجهر أو الميكروسكوب في هذه الحالة يكون أمر مفضل من أجل تحديد أي جذر مصاب وأي جزء من هذا الجذر به البكتيريا المسببة للألم حتى يتم معالجتها بصورة كاملة وتنظيفه بشكل كامل، دون شعور المريض بأي ألم في الفحص وغيره.[1]
التصوير الشعاعي والمقطعي لـ معالجة الأسنان المجهرية
يعد استخدام التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد في معالجة الأسنان المجهرية أمر مهم للغاية حيث يمكن من خلال إجراء التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد على المنطقة التي يشعر فيها المريض بالألم سهولة تحديد الجزء المصاب من الجذر والذي يحتاج إلى معالجة.
كما يعمل التصوير الشعاعي الرقمي على توفير قدر كبير من تخطيط العلاج والمراقبة الدقيقة للحشو وهو ما يساعد على متابعة عملية العلاج الخاص بالجذور بشكل تدريجي ومراقبة جودة الحشو وثباته في المكان، ومتابعة إن كان هناك جزء آخر متواجد من البكتيريا أم لا.[1]
علاج الجذور الجراحي
في بعض الأحيان لا تستجيب الأسنان لطريقة العلاج العادية وهي التنظيف ووضع حشو للمعالجة، ويعود الأمر إلى ما كان عليه وأسوأ، لذا في هذه الحالة يجب التدخل الجراحي وعمل ما يسمى بالجراحة اللبية، وهذا يسمى استئصال apicoectomy أو جراحة نهاية الجذر، يتم فيها وضع تخدير موضعي حتى لا يشعر المريض بأي ألم، ثم يقوم الطبيب بعمل شق صغير في اللثة بالقرب من السن المصاب ثم يقوم بإزالة جميع الأجزاء الملتهبة والمصابة بعد ذلك يقوم بوضع حشو صغير حتى يقوم بإغلاق القناة، بعد ذلك يتم تخييط اللثة مرة أخرى.
ينصح الأطباء بعد إجراء هذه العملية بوضع كيس من الثلج على المنطقة المصابة حتى تقلل من الالتهاب والتورم.[4]
الرعاية الخاصة بعد معالجة الأسنان المجهرية
ينصح الأطباء بعد عمل حشو في العصب أو عملية جراحية بتركيب ما يسمى بالتاج أو ما يسمى بالطربوش، أو تركيب حشوة دائمة وذلك حتى يتم استعادة الأسنان بشكل أحسن.
يجب عدم المضغ أو العض على الجزء الذي تم معالجته.
يجب مراعاة التنظيف المستمر للفم باستخدام الفرشاة والمعجون واستخدام الخيط الطبي، وعمل فحوصات بشكل منتظم، حتى لا يحدث تراكم البكتيريا مرة أخرى في الفم، وبالتالي تحدث إصابة مرة أخرى ويتكرر الألم.[5]
هل تصلح جميع الأسنان للعلاج المجهري
في بعض الحالات لا يمكن معالجة الأسنان وذلك يكون له عدة أسباب من أهمها:
صعوبة الوصول إلى القنوات الخاصة باللب الملتهب وذلك بسبب ضيقها الشديد ورقتها الشديدة، أو تعرض جذر السن لكسر شديد، أو عدم توافر عظام كافية في الفك حتى تمسك بالسنة وتثبتها في مكانها، أو تكون السنة ضعيفة جداً لا يمكن عمل حشو تاجي لها.